ان انتشار المعلومة في هذا الزمان يسير وسريع جدا, وبوسائل تكاد تكون متوفرة عند الاعم الاغلب من الناس, خصوصا اذا كانت المعلومة فيها جاذبية من عدة جهات سواء كانت بسبب صياغتها الادبية او بسبب غرابتها او مخالفتها لما هو السائد او بسبب مخاطبتها لبعض قضايا وجدان القارئ, لذا نجد بعض المنشورات او الكتب يكون لها رواج اكثر من غيرها, بسبب احتوائها اكثر من عنصر من عناصر التشويق والاثارة, حتى لو كان على حساب العلمية والموضوعية في البحث والطرح, وهذا في الواقع تغرير بالقارئ, من خلال استثارة بعض العوامل الكامنة في شخصيته, لدغدغتها من اجل تقبل الفكرة وتبنيها, من دون التدقيق في مستنداتها العلمية وادلتها, وهذا في الواقع فضلا عن كونه يغرر بالناس, فانه يسطح الفكر, ويجعله هشا ليس بامكانه الصمود في وجه النقد والنقاش, والاخطر من ذلك انه في بعض الاحيان يمس اهم جانب في شخصية الانسان وعماد اركانها, الا وهو جانب العقيدة, فيفرط الانسان بعقيدته ويغادرها مغررا به من دون التمسك بمبرر يستطيع من خلاله ان يقنع نفسه اولا قبل ان يقنع من حوله, والسبب في ذلك تلقيه بعض القضايا التي تناغمت مع هواه ومشاعره, من دون الفحص عن مدى مصداقيتها وقيمتها العلمية.
المؤلف
قراءة مباشرة